مكنة أحلام | إبراهيم النوباني

 

يُعدّ إبراهيم النوباني فنّانًا مثيرًا للجدل في تحدّيه للنظام الاستعماريّ الإسرائيليّ. نشأ والده في حيفا، وبعد النكبة أُجبر على ترك منزله هناك والانتقال إلى عكّا والاستقرار فيها. لا يُعدّ التجريد في أعمال النوباني مجرّد "تكثيف"، وإنّما محاولة لخلق مسافة بينه ونهج التقرير أو التوثيق، من أجل أن يصل إلى قلب الفكرة وجوهرها.  يعبّر النوباني عن طاقة عاطفيّة وروحيّة، وفنّ موازٍ للحرّيّة والتحرّر.

كتبت هنا دوشار عن معرض "مكنة الأحلام"، الآتي:

ترتبط أعمال الفنّان النوباني بقوّة، بمواضيع الصدمة والتعافي. أعماله محاولة للصراع ما بين المتناقضات والتهميش لجنسيّته الثنائيّة: الفلسطينيّة - الإسرائيليّة، وبالفعل تحمل هذه الأعمال شيئًا من الاضطراب، أو حتّى العصبيّة. أنماط هندسيّة سوداء سميكة تتكرّر عبر سطح اللوحة الفوضويّ الملوّن، ونجد الرمزيّة الثقيلة المتمثّلة بالعين، والأشجار، وقضبان السجن، في كلّ مكان، إلى جانب مشاهد من الحياة اليوميّة.

يُصرّ النوباني على أنّ أعماله التجريديّة لا تحمل أيّ رغبة في التوثيق؛ السياسة في الأعمال تتجسّد في قدرتها على الدلالة على احتمالات التحرّر في ما وراء المجاز. وفي الوقت نفسه، فالأعمال بمثابة لوح يحمل طبقات تُكتب وتُمحى باستمرار. الطبقات الظاهرة للعيان تسجّل العمليّة ذاتها لإنتاج الطبقات: الألوان الزاهية الّتي تظهر في طبقات في الأسفل، وكلّ المعاني الّتي تحملها، لا تمحها الرموز في الطبقات الّتي تتراكم فوقها، وتتجمّع مع بعضها البعض في أماكن، وتتغلّب على الطبقات المتراكمة.  الأحلام، بالنسبة لفرويد، طبقات تُكتب وتُمحى، وأعمال النوباني كالأحلام، أو كالكوابيس، تشعّ بوضوح، وربّما بطرق تتحدّى التفسير.

 

تنفرد فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة بنشر بعض من أعمال هذا المعرض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إبراهيم النوباني

 

فنّان تشكيليّ فلسطينيّ، وُلد في عكّا عام 1961، ودرس الفنّ في "أكاديميّة الفنّ والتصميم" في القدس. عاش وعمل في قرية المكر في الجليل، وقد نظّم عددًا من المعارض الشخصيّة والجماعيّة، محلّيًّا وعالميًّا.